MANAR SCIENTIFIC ESTABLISHMENT for HEALTH STUDIES& RESEARCHES

مؤسسة منار العلمية للدراسات والبحوث الصحية

 

 

إنحراف السلوك المبكر

 

Dr. Ahmed A. N*

 

هل نحن على ذلك القدر من المعرفة والدراية بكيفية التعامل مع أطفالنا وكيف نتعامل معهم في شتى مراحل حياتهم ؟ وهل يعلم العكثيرين من الأباء أن في سلوكيات ما يعتبرونه رفضاً وعدم تجاوب إنما هو للفت الإنتباه اليهم وأن ذلك يبدىء معهم في السنة الثانية من العمر حيث تجد أن الطفل غالباً ما يعاندك وقد يدفعك إلى الهيجان , وهذا كله ليس إل سوى ما يحاول أن يفرضه وينبهنا إلى أنه يجب أن نعطيه حقه من الرعايةوالإهتمام وأن لا نغفل عنه ,فمن حقه أن تعطيه جزءً من وقتك في أن تلعب معه ولو خمس إلى عشر دقائق في اليوم , وهذا بالطبع يعمل على تنمية وتنشيط خلايا الدماغ لديه ولكن كم مرة قمنا بذلك ؟ نترك الجواب إلى كل من يجد أنه يهتم بذلك .

فالطفل أكثر ما يحتاج اليه هو الحب و الحنان والرعاية من قبل الأب أكثربكثير من أن يتوفر له الأكل و المال أو الحياة الرغيدة المترفة و الدلال الزائد عن حده , وغالباً ما نجمت عن هكذا تفريط في المعاملة أو قصور إلى سلوكيات مغايرة وأدت بكثيراً من الأطفال إلى إنحرافات شتئ.

 لذلك من الأهمية بمكان أن نمعن النظرفي السلوكيات التي تبدر عن الأطفال ومن ذلك ما يدفع بالبعض منهم للكذب أو الإقدام على ارتكاب بعض الأخطاء السئية كأن يقدم طفل بأخذ شيئاً ما وإنكارفعلته تلك وهو الشيئ الذي يجعلنا في بعض الأحيان أن نتهاون معه أو نقوم بتأنيبه أمام الأخرين ونعته بأنه بألفاظ قاسية مثل( كاذب, سارق , ..ألخ ) والقصد أن نعاقبه ونردعه عن القيام بذلك مرة أخرى والعودة إلى ذلك مجدداً , وهو الشيئ الغير صحيح في تعاملنا معه بل إن ذلك سوف يدفعه في الغالب إلى معاودة إرتكاب الشيئ نفسه , وهنا تكمن الكارثة , هذا إذا ماعلمنا أن من أهم سمات الطفل أنه يجب أن يحصل على ما يريد دون النظر إلى أي أخلاقيات, ولكن عندما يقوم هذا الطفل بسرقة شيئاً ما فإنه يعطي مؤشر إلى أن هناك قصوراً في التنشئة, لأن الطفل من الصغر يعي تماماً السلوكيات الخاطئة و غير الخاطئة, وهنا نجد ردة الفعل والتي غالباً ما تكون متباينة عند الأباء فمنهم من يصاب بحالة من الذعر والهيجان لمفاجأتهم بذلك العمل وفي مثل هذا العمر وهنا تكمن المصيبة لما قد يبدر من تصرف متسرع من قبلهم وما سينجم عنه من الأخطاء لتعود بالأضرار الكبيرة لاحقاً . هذا ما يؤكده العديد من الدكاترة و الإستشاريين في الطب النفسي.., ويرجع ذلك إلى أن الوالدان غالباً لا يلجأون إلى الطبيب النفسي المختص لعلاج ابنهما إلا إذا تفاقمت المشكلة وأصبح من الضروري الذهاب إلى العيادة النفسية , كما يشير ون إلى أن علاج حالة السرقة فلإن الطبيب المختص يلجاء إلى علاج المشكلة علاجاً فردياً أو جماعياً , وقد يحتاج الأمر إلى العلاج السلوكي وذلك بتعديل سلوكيات الطفل السارق وبناء ألوان سلوكية جديدة, أو يضطر إلى العلاج البيئى و القصد من ذلك إصلاح البيئة و التغلب على العوامل المرضية فيها.

من خلال تعاملنا مع بعض الحالات المشابة كطبيب أسرة تفاجأتأن غالبية من الأباء يوجهون اللوم إلى الأم ومعللين السبب في ذلك كونها هي الشخص الأكثر تواجداً وقرباً منهم , وهم بذلك يحاولون الهروب من تحمل الجزء في المعالجة وكذا التخلص من أنهم أيضاً عامل رئيسي و مسبب لما يحدث. و الأمر واضح جداً فكلاهما مشارك وكلاهما بحاجة إلى من يقدم إليهم العؤن قبل الطفل :

  فكما أن الأم بحاجة إلى الإرشاد الأسري المعتمد على التحليل السلوكي للواقعة التي بدرت من الطفل كذلك يعتمد الإرشاد على تحليل سلوك الأب في تعامله مع أبناءه , وإلى ماذا يعزى انصرافه عن أحدهم و عدم متابعته واهتمامه بالطفل الأخر وحرمانه من حقه في الرعاية والإهتمام  بأن يعطيه جرعات الحب التي يحتاجها؟

ونعود إلى الأم مجدداً التي هي بحاجة ماسة إلى توجيه وترشيد في كيفية التعامل مع الحادث الذي كان واضحا أنه سرقة للفت النظر , سرقة الحب و الحنان , محاولة العيش في عالم أخر فينفصل عن أسرته التي في عرفه قد هجرته.

 

التي يحرص كل أب و أم على أن ينشئ طفلهما تنشئية صالحة ما من شك أن هناك عوامل تلعب دورها في هذا ومنها :

 

1.                                                  فقدان الحنان أول دوافع السرقة لدى الأطفال: وهذا يؤدي إلى ترجيح بأن هناك شيئاً ما ذوأهمية كبيرة ناقصاً من حياة الطفل و هنا تكون السرقة تعبيراً رمزياً عن غياب الإهتمام الأبوي , وغياب العاطفة و الإحترام .

2.                                                  السرقة قد تكون للفت الأنظار أو تعبيراً عن الغضب:  الإحساس بالأهمية بمعنى إعطاء جرعة تقوية للذات وهي هنا زائفة بطبيعة الحال أي أنه قوي وقادر على سرقة الكبار , وأكثر من ذلك قيام الطفل باستعراض مسروقاته أمام أقرانه من باب إثبات القوة و الرجولة و القدرة على الفعل حتى لو كان سيئاً.

3.                                                  اللاشعور : أي أنه يسعى الطفل للتساوي مع سلطة الأب أو سلطة المدرس أو صاحب الدكان , فإذا ما منع الوالد طفله من السرقة فقد يلجاء إليها لاشعورياً في محاولة (عقاب) والده القاسي.

4.                                                  الإكتئاب و التوتر الداخلي العالي : وتلك علامة  على وجود حالة مرضية فالسرقة في الطفولة علامة على وجود توتر داخلي عالي, يعاني منه الطفل , وإكتئاب مستتر أو ظاهر من مظاهر الرغبة في الإستحواذ و التملك دون وجه حق, وقد تكون مظهر الغيرة الشديدة – كأن يغيرمن أخواته – وربما قد تكون أحد مظاهر الغضب و الحنق.

5.                                                  درجة احتماية ضعيفة أمام الغريات: قد تكون درجة احتمال الطفل ضعيفة وتكون مقاومته للسرقة قليلة, ومن ثم نجده غير قادر على التوقف عما يفعل.

6.                                                  خلل السلوك الأسري للكبار: ويتاخذ عدة أشكال كـــ  أن يقدم الطفل على سرقة في البيت أو الأسرة وخاصة تلك التي تعودت فيها الأمهات على الإحتفاظ بكل شئ مغلق وبعيد عن متناول الأطفال, وهذه السرقات تعبر عن الرغبة في الإستطلاع ومعرفة و الوصول إلى ما تحتويه الأماكن المغلقة لإشباع الفضول لديه , فلإن هو عوقب على ذلك فقد يسستمر في سرقة أشياء أخرى للإنتقام من أمه وقسوتها وهذا ما يدعى بالسرقة بدافع الإنتقام.الشكل الأخر وهو السرقة بدافع إشباع رغبة أو هواية كأن يميل الطفل إلى ركوب الدراجة الهوائية أو لشراء لعبة ما ولخوفه من عدم اقتناع أبويه بذلك نجده يرفض الإعلان عن حاجته لها .

7.                                                  كما يمكن أن يكون الدافع إلى السرقة بسبب نشأة الطفل في أسرة متصدعة أو في بيئة موبؤة عودته على السرقة و الإعتداء علىممتلكات الأخرين وتشعره السرقة عادة بنوع من القوة ونشوة الإنتصار وتقدير الذات لإمكانه الإفلات من العقوبة.

 

 

العلاج :بالإمكان للأهل أن يقدمون المساعدة لأطفالهم باتباع الأتي:

1 . أن يسا الطفل على إحياء ضميره وفهم معنى النزاهة و الأمانةو الشرف فعلاً وليس قولاً, وأنه من المهم جداً أن يحترم مال وأشياء الأخرين.

2 . أن يحترم الوالدان خصوصية الطفل وأشياءه حتى الصغرى منها , فلا يهملاونها أو يهبونها للأخرين دون علمه لآي سبب أو تحت أي ظرف.

3 . أن يكون للطفل مصروفه الشخصي فلا يترك هكذا " لما تحتاج شيء قول" وإذا أنتهى مصروفه فعلينا أن نعلمه كيف يطلب ما يريد.

4 . على الوالدين تنمية شخصية الطفل و الحفاظ على كيانه من خلال إشراكه في نشاطات إجتماعية وأسرية ومدرسية, وأن يتعلم إذا ما وجد شيئاً ملقى عاى قارعة الطريق ,الأرض , الفصل, أو أي مكان أخر أن يعيده إلى المسؤول فوراً ودون تردد.

5 . المال السايب يعلم السرقة و يجب على الأبوين الإحتفاظ بالمال , والحلي وأشيائهم الخاصة في مكان أمين و ليس متاحاً معروضاً, و الغرض من ذلك خفض درجةالإغراء لدى الطفل إذا ما ضعف.

6 . يجب مواجهة الطفل إذا ما حدثت السرقة وعلى أن تكون المواجهة والفهم الصحيح فورا ودون عنف.

7. مبدى العقاب شيئ ضروري ولكن يجب عليناعدم المبالغة في عقاب الطفل إلى حد البطش به لكي نتجنب تلك النوازع التي حفزته إلى السرقة.

8. عمد توبيخه أو معايرته أمام الأخرين .

9 . تجنب الإندفاع إلى إشعاره بسؤ الظن به وتخوفهما منه , وعدم الثقة فيه وفي تصرفاته.أو الإسراف في الثقة به.

أن يفهمانه حقوقه و واجباته وان هناك أشياء من حقه الحصول عليها و أشياء ليست من حقه وأن لاتمتد يدهإليها, و عليهما أنيرشداهإلى الطريق الذي يجب أن يسلكه في المستقبل. وبأن يرؤى له القصص الشيقة عن السرقة و اللصوص, وما يلقونه من عقاب و سؤ معاملة ونهاية سيئة وأن جزاء الأمانة الشعور بالسعادة و تلقى المكافأة و رضاء الله وحب المجتمع وتقديره.

 _______________________________________________

*   Dr. Ahmed A. N ORTHOPAEDIC, POLICE GENERAL HOSPITAL ORTHOPAEDIC WARD CHIEF, Community & Health Legalizations Researcher

 

 

 

Conference 

Arabian Scientific Research Challenge and Obstacles

contact us

msehsr1 team

Consulters

Prof. Hussien M Alkaf

Prof. Abdullah A Wali Nasher

Prof. Magdy M Uoseif

Prof. Salahuddin M Hadash

Prof. Abdulkarim Alzabidei

 Dr. Roza Derhim Alaghpary

Dr. Nasser Saeif Kaeed

Dr. Munir Alshamiry

Dr. Aida A Aziz Nouman

Tareek Salah Asaad

Dr. Tarik M Nouman

 

 

أرسل رسالة بريد إلى EstablishmentWebmaster تتضمن أسئلتك أو تعليقاتك حول موقع ويب هذا.
Copyright © 2007 جميع الحقوق محفوظة لموقع CompanyLongName
المقالات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

تاريخ التعديل: 2007/12/29